-

كاسي العريان ؟ مطعم الجوعان ؟!... بقلم : الشيخ عبد القادر الخضر

18.07.2016 | 14:34

كان من عادة الحاج أبو محمد رحمه الذهاب إلى عمله في ساعة مبكرة بكراج سيارات نقل الركاب مقابل ساحة الساعة في الرقة في سبعينات القرن الماضي

 

وذات يوم جاء مبكراً على غير عادته وكان يوماً بارداً زمهريراً  فراعه ما رأى فقد تكوم شخص فقير في زاوية أحد الشوارع ملتحفاً ومفترشاً قطع من الكرتون وكان حافي القدمين متوسد ببقايا صندل مهترىء ؟ متكوم ذاك الفقير على نفسه من لسع البرد القارص حتى أصبح كالكرة ؟  ...

 

إحتار الحاج أبو محمد ماذا يفعل أمام هذا المنظر المأساوي الباعث على الشفقة والرحمة ولم يفطن لنفسه إلاً وهو يقلع ثيابه وغطى بها ذاك الفقير المتكور على نفسه في قطع الكرتون ولم يبق يستر جسمه سوى سروال قصير يستر عورته ونزع من رجليه حذاءه السميك المبطن بالفرو ووضع فيه جواربه الصوفية وعاد لبيته راجعاً بسرعة حافي القدمين مجرداً من ثيابه ويتلفت يمنة ويسرة عسى أن لا يراه أحد في طريقه ...

 

 كانت الطرقات خالية من المارة وليس من أحد يسير في الطريق غيره أو عين تراه وترقبه، ولكن عيون الجياع لا تنام فقد خرج طفل يافع من بيته يسعى إلى الفرن ليشتري الخبز لإخوته الأيتام وكان من عادة الحاج أبو محمد أن ينفق على أسرة هذا الطفل وغيرها من الأسرْ لضيق اليد وشدة الفاقة عند عامة سكان الرقة في تلك الحقبة من الزمن،إستغرب صالح منظر جاره العاري إلا من سروالٍ يستر عورته ومضى في طريقه إلى المخبز فشاهد على زاوية الشارع كومة لباس جاره المحسن على ذاك الفقير المشرد وهو مجلل بأرديته الواقية من البرد ومنها كساء صوفي ثقيل عرفه من لونه بأنه للحاج أبو محمد ، وتأكد للشاب صالح أنِّ الحاج غطى ذاك الفقير الملتحف السماء وقطع الكرتون بلباسه ، وبطل عجبه من منظره العاري في ذاك الصباح القارص البرد من فصل الشتاء ، ولم يستغرب من فعل الحاج أبو محمد فهو محسن كبير في الليل والنهار بقدر إستطاعته على العديد من الفقراء يذهب إليهم أو يرسل لهم النقود والدريهمات التي تزيد عن قوت أولاده وتذكر أنّ الحاج أبو محمد منسوب لآل بيت رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام وهو القائل والله لايؤمن من بات شعبان ويعلم أنّ جاره جوعان ؟ وعلم في سنه المبكرة أنّ التكافل ما بين الناس هو السمة النبيلة التي تميزهم عن البهائم ؟!

 

الإحسان غريزة في الإنسان وكذلك الجشع ومنع الآخرين من حقهم في مال الأغنياء ، تذكر صالح أن ركن الزكاة في الإسلام هم الحل الناجع ليكون المجتمع سليماً ومتكافلاً من الكوارث وأزمات الغذاء !؟

 

وقد تناقلت وكالات الأنباء خبراً مفاده أنّ بل جيتس المليادير الأمريكي المعروف تبرع بأمواله أو بجزء كبير منها للفقراء ومكافحة الأمراض ولمنظمات المجتمع الإنساني المتخصصة في رعاية الشرائح الفقيرة ، وآزره أكثر من سبعين مليادير بالتبرع بأموال طائلة من أجل البرامج الإنسانية في مختلف دول العالم ؟!

 

واليوم أما آن لأغنياء سوريّا في حلب، ودمشق ؟ من أن تخشع قلوبهم وتمد يد العون للمحتاجين في عامة المدن السورية فالشتاء قارس في هذا العام وأزمة المازوت ، والغاز، والخبز, والكهرباء والحاجة اليوم ماسة لتخفيف وطأة الحاجة للمحتاجين إنه نداء صارخ للقادرين لمد يد العون والمساعدة لأبناء الوطن ممن تظله مظلته على ربوع أرضه الطاهرة .

قلت ما تقدم والله من وراء القصد .

 

https://www.facebook.com/you.write.syrianews/?fref=ts


TAG: