عن السيادة واخواتها ..؟!

17.08.2017 | 21:06

بينما كانت الرفيقة هند الطريف عضو اللجنة المركزية للحزب تعقد اجتماعا مع اعضاء النقابات المهنية بالرقة على بعد مئات الكيلومترات من المدينة التي بقيت لسنوات طويلة تحت سيطرة داعش وخارجة كليا عن سيطرة الدولة ، كان مهندسون امريكيون يعملون بجانب عناصر من قوات "سوريا الديمقراطية" في بناء جسر في محيط المدينة.

طبعا الجيش الذي يغلب عليه العنصر الكردي القادم من الشمال مدعوما بالقوات الاميركية سيطر الى اليوم على نصف مدينة الرقة ويسعى للسيطرة على باقي المدينة.

قبل الرقة كانت الطبقة وكثير من المناطق في الشمال حيث يسعى الاكراد الى اقامة "دولتهم" والاميركان الى احتضان هذه الدولة واتخاذها موطأ قدم لهم في المنطقة.

الرفيقة هند كانت تناقش توجيهات الرئيس حول الاصلاح الاداري ومكافحة الفساد في المدينة .. !!

طبعا لا هي ولا اعضاء النقابات المجتمعة بهم كان قد دخل المدينة منذ اربع سنين على الاقل واعتقد لا امل لهم في دخولها مطلقا على المدى المنظور ، فهذه المنطقة مخصصة كمنطقة نفوذ اميركية في ارضنا السورية في مقابل اراض اخرى تحت النفوذ الايراني والروسي ..

وسمعنا ايضا اليوم تصريحات لاحد قيادات قوات سورية الديمقراطية نقلته رويترز بان القوات الاميركية التي شاركت في "تحرير" المناطق من سيطرة داعش داخل سوريا ستبقى في سوريا لعقود ..

الاميركان باقون في مناطق شاسعة تتضمن موارد مائية وحقول نفط وعقد اتصالات استراتيجية خارجة عن سيطرة الدولة تماما.

يمكن ان نسمع برسائل احتجاج لتفجير هنا وقصف هناك ونشهد "الحمية" الرسمية على احداث "تفصيلية" صغيرة هنا وهناك ، ويمكن ان نسمع اسهاب في التصريحات والخطابات عن المقاومة والنصر والسيادة ولكن لا احد يتكلم عن خروج مناطق باكملها تشكل اكثر من 50% من خارطة سوريا ولا يعتبرها احد انها "مس" بالسيادة.

الى متى سيستمر عرض هذه المسرحية الهزلية سيئة الاخراج والتمثيل .. الى متى سيبقى النظام يعتمد اسلوب "الإلهاء" الذي يعتمده لاعبي الخفة والسحرة والمشعوذين ..

لماذا لم نسمع كلمة اعتراض على دخول القوات الاميركية الى الاراضي السورية ووصولها الى قلب مواردها المائية ، لماذا لم نسمع لا شرحا ولا تحليلا ولا اشارة حتى عن الاميركان الذين يشاركون اليوم بل يقومون بادارة المناطق "السورية" " المحررة" من داعش ..

اليس الاولى بان تحتل هذه القضية المساحة الاكبر في التغطية الاعلامية وفي المناقشات السياسية وفي الانتقادات الدبلوماسية وفي التحليلات الفضائية ..

لماذا لا يتم الحديث عن جرابلس والمناطق التي تسيطر عليها في الشمال تركيا ، والتي بات من الواضح انه سيتم توسيعها باتجاه الغرب بموافقة روسية ايرانية ..

نعم بموافقة روسية ايرانية وموافقة النظام تأتي بالمعية حتى بدون ان يُسأل ..

الاتفاقات السرية لا تظهر للعلن مباشرة ويعمل على تنفيذها قبل الاعلان عنها بحيث يصبح الاعلان تحصيل حاصل معبر عن واقع تم.

وما سوريا التي نعرفها اليوم الا وليدة مثل هذه الاتفاقيات "سايكس بيكو" التي وضعت أبان الحرب العالمية الثانية ولم يعرف فيها العرب الا بعد نهايتها .. وقسمت المنطقة بحسب ما تريد الدول ولم تتوحد بحسب ما ترغب الشعوب.

اليوم فان صمت النظام عن نشوء مناطق النفوذ هذه التي تضم اقاليما ومدن ويتم اقتطاعها من سوريا تحت مسميات عدة ، دون أي اشارة او حتى كلمة او انتقاد ولو اعلامي .. يعني بان النظام طرفا اساسيا في هذه الاتفاقات السرية .. ويعني بان واقع الحال يشير بان هذا النظام قد اختار ان يكون بمثابة قوة خارجية تحصل على امتياز ادارة جزء من سوريا فيما يتقاسم باقي الشركاء ادارة الاقسام الاخرى ..

ولماذا ما زلنا نلوم النظام ؟!.. وهو اصبح جزء صغيرا من اللعبة الكبيرة .. ؟

معكم حق لا يهم .. لا يهم على من نضع اللوم اليوم .. المهم ان نعلم بان سوريا التي نعرفها ذهبت الى غير رجعة ..

نضال معلوف

RELATED NEWS
    -