-

زيارة في المساء.. بقلم: أحمد عربو

01.05.2017 | 16:16

جاءت حبيبتي بأول المساءْ
يلف نحرها عقداً ورداءْ
قلتُ نامي على زندي الرحيم
لعل ما يحرسكِ يفر حياءْ
جلستْ وعلى ثغرها بسمة
و الخد الندي قد بله الماءْ

 

رعوشة اليد مذعورة الأصابع
ظهر الخجل من بين إخفاءْ
تلفتت تستجدي ما يطفأ 
حرَّ حياءها بقطرة ماءْ
أسعفتها أصوات فناجيني 
ورائحة الهيل تسابق الهواءْ
همستُ لها أمستريحة أنت ؟


أم ما زال يتعبك الحياءْ
أو كيف يخجل وجه الصبح
من رغوة القهوة السوداءْ !
فكي سلاسل القيد عن حياءك
حسبك اليوم غضب السجناءْ
فكي اللثام عن حروق الهوى


لعل طبيبها يكون الهواءْ
نار الهوى أشعلت حلمتين 
تحت الثياب بقع حمراءْ
أنا كالطفل إذا ما جاع
يثور على الحلمة الصماءْ
قالت بتلبك ما هذا طريق


الشعر على فم الشعراءْ
قلت لا تفزعي .. لا تستغربي
فجميعنا بأول الليل غرباءْ
قالت يا شاعري لا تحسب
جسدي يدفع بذاك السخاءْ
فجسدي سطوراً منذ الأزل


طُبعتْ على صفحاتٍ بيضاءْ
وارتسمت بشكلها العرضي 
بأناقتها ومسافاتها بكل ذكاءْ
خرائط جسدي لا يمكن 
أن يقرأه أو يسير عليه البغاءْ
هو يؤسس لمملكة أو أمارة


يحكم فيه أميراً من الأمراءْ
هو ديوان شعر تكتبه
أكون فيه قصيدة عصماءْ
مشكلة جسدي حروفه الذكية
حين يأكل إلهام الشعراءْ
جسدي هو الكوكب الوحيد


تجتمع حوله أنجم السماءْ
قلت سامحيني كنت جاهلاً
أعترف أني بمنتهى الغباءْ


TAG: