رسالة من أم لابنها الأسير في السجون الإسرائيلية

01.03.2017 | 13:30

"ولدي العزيز كلي أمل أن تصل هذه الرسالة إلى يديك ونأمل أن تكون بخير لنطمئن بأنك على قيد الحياة، الجميع بخير ويتمنون أن تصل هذه الرسالة إليك وأن تصلنا منك رسالة تذكر شيء نعلم منه أنك على قيد الحياة حتى نطمئن، لقد وصلت رسالة بتاريخ 11/7/1967 تفيد أنك بخير، برجاء أن تصلنا منك رسالة تفيد أنك بخير، كل أخوتك بخير ويسلمون عليك.

والسلام عليكم ورحة الله

والدتك

أخوك جعفر يهديك ألف ألف سلام"

انتهت الحرب، ستة أيام لم تبقِ للعرب وزناً ولا ثقلاً، أرضاً أو حتى سلاحاً، كل ماخلفته هذه الحرب جثثٌ مترامية هنا وهناك على الأراضي المصرية والسورية والأردنية، وعدد كبير من الأسرى العرب، الذين ذهبوا ضحية رعونة الزعماء العرب، زعماء كثيروا الأقوال عديمي الأفعال.

الأم أرسلت لولدها رسالة، لا تعلم هل لايزال على قيد الحياة، بأرشيفنا عدد من هذه الرسائل كشاهد عيان على الواقع العربي المؤلم بعد الحرب، الأم الثكلى تطبب جراحها بوعودٍ تمنيها لنفسها أن ولدها لايزال على قيد الحياة، ولا نعلم حتى اليوم إن تلقت جواباً على تلك الرسالة أم لا ....؟؟؟

خلو السلاح صاحي ... صاحي ... أغنية من سلسلة الأغاني التي كان جمال عبد الناصر رئيس جمهورية مصر يعيدها على مذياع القاهرة، كان يحاول أن يظهر بمظهر البطل العربي، الذي يهابه العدو الإسرائيلي، يفاخر دائماً بسلاح طيرانه وضباطه وجنوده، انخدع به المصريون كما انخدع به العرب جميعاً، وفي 5 حزيران 1967 الساعة السابعة وخمسٌ وأربعون دقيقة كان الطيران الإسرائيلي يدك الطائرات المصرية الجديدة الواقفة على المدرجات منذ شراءها أقل من ساعات كان سلاح الجو المصري عبارة عن حطام، ذهبت تهديدات عبد الناصر بتدمير إسرائيل أدراج الرياح، اتفاقية الدفاع المشترك بين سورية ومصر التي وقعها في آذار 1967 بقيت حبر على ورق، لا شيء يعني إسرائيل في ذلك الوقت إلا منطق القوة، ولاشيء لدى العرب في ذلك الوقت إلا دستات لا تعد ولاتحصى من أوراق التنديد والوعيد ضد العدو الإسرائيلي.

وطبعاً، أطلقنا اسم جديد على ماحصل في حزيران عام 1967، فأصبح لدينا بعد نكبة 1948 نكسة 1967، نكسة خسرت سورية جولانها وخسرت مصر قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء وخسرت الأردن الضفة الغربية.

ولم يبق للعرب إلا ذكريات مؤلمة، نقرأها في المذكرات، أم في البرقيات والرسائل التي تعيد سيريانيوز نشر بعضها في متحفها، علهُ يأتي اليوم الذي نستفيد من دروسنا فيها.

وهذه الرسالة المعروضة أمامكم هي رسالة مرسلة من والدة أحد الأسرى السوريين القابعين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، واسمه محمود غراب ورقمه في السجن 393.