مقالات رئيس التحرير

وباء الأكثرية والأقليات..

27.01.2025 | 13:01

تعلمت من القراءة والبحث في تاريخ المنطقة بأنه عندما يكثر تكرار كلمة أقلية وأكثرية يكون هناك أصابع خارجية تعبث بأمن البلد.

في بداية القرن العشرين وصولاً إلى نهاية الحرب العالمية الأولى كان معظم الضحايا أيضاًمن الأكثرية.. ولكن كلمة الأكثرية كانت تشير في ذاك الوقت إلى العرب.. والقاتل هو مسلم سني ولكنه تركي طوراني.

كان الهدف وقتها إثارة النعرات القومية لتفتيت الرابطة الإسلامية التي كانت جامعة لشعوب الدولة العثمانية.

عندما دخلت فرنسا إلى سوريا استخدمت مصطلح الأكثرية والأقليات للقضاء على أية محاولات في بناء الدولة الوطنية، فاستخدمت الطائفية وجزأت سوريا إلى دويلات حسب الطائفة، السنية في حلب ودمشق، العلوية في الساحل، والدروز في الجنوب.

في العقود الأخيرة تحول الصراع في المنطقة إلى صراع مذهبي، صراع الأكثرية السنية مع الأقلية الشيعية هذه المرة، وكان صراعاً دموياً دمر المنطقة كلها.

اليوم يعود هذا السلاح الفتاك ليستخدم مرة أُخرى من خلال إذكاء الصراع في سوريا بالدفع بجماعة تنتمي للأكثرية (التي تعرضت لظلم تاريخي) لتستأثر بالسلطة وتحصد تأييداً كبيراً فقط لهذا السبب بغض النظر عن شرعيتها أو كفاءتها او تمثيلها الحقيقي لارادة السوريين.

هنا يجب أن ننظر إلى دول أاخرى مثل ليبيا ومصر الصومال والسودان.. الحكام في هذه الدول من الأكثرية فلماذا لم تنتظم الأمور هناك.

لأنه هناك، تم تطبيق نماذج أخرى من فتنة الأكثرية والأقليات، قبلية، مناطقية فئوية.. إلخ..

حتى اليوم في سوريا السنة (الأكثرية) يعتبرون أن نظام الأسد الذي ينتمي للأقلية السبب في الظلم الذي تعرضوا له.

ولكن لاحظوا أن السنة العرب يأخذون على النظام أنه أقلاوي علوي، بينما السنة الأكراد يأخذون عليه بأنه أقلاوي بعثي "قومجي".

لا تعتقدوا بأننا الشعوب الوحيدة التي عانت من هذه الآفة.. ولكن أتت إلينا متأخرة.. ومن حسن حظنا أن البشرية اخترعت الدواء لهذا الداء.

وما علينا إلا أن نستفيد منه ولا نحاول إعادة اختراع الدولاب.

هذا الابتكار البشري العظيم.. اسمه "الدولة".. حيث لا يوجد فيها أقليات وأكثرية يوجد فيها مواطن له حقوق وعليه واجبات.

 

نضال معلوف


TAG:

باراك: تقدم السلام في غزة فرصة لإعادة إعمار سوريا ورفع العقوبات لتعزيز الاستقرار الإقليمي

أكد السفير الأمريكي إلى سوريا، توماس باراك، أن سوريا تمثل "قطعة حيوية" في بناء السلام ببلاد الشام، مشيراً إلى أن تقدم السلام في غزة يمثل فرصة لإعادة إعمار سوريا ودمجها في النظام الإقليمي الجديد.

القنصل السوري في دبي يعلن انشقاقه ... والخارجية ترد

أعلن القنصل العام السوري في دبي، زياد زهر الدين، انشقاقه عن السلطة الحاكمة في دمشق، احتجاجاَ على المجازر التي شهدتها محافظة السويداء، في حين ردت وزارة الخارجية على ذلك، مشيرة الى ان زهر الدين أُنهيت خدماته قنصلاً في الإمارة قبل أسابيع.

قطع أشجار معمرة في حديقة الجلاء بدمشق لصالح مشاريع استثمارية يثير غضب السكان

ألغيت الوقفة الاحتجاجية التي كانت ستقام في حي المزة يوم الجمعة الفائت بعد تدخل محافظة دمشق للاجتماع مع السكان المعترضين على قطع الأشجار في حديقة الجلاء آخر المساحات الخضراء في المنطقة التي تضم العديد من أنواع الأشجار المعمرة.