سيدة التشويق.. في "الموت يأتي في النهاية"..

الكاتبة التي ولدت نهاية القرن التاسع عشر وتوفيت قبل حوالي نصف قرن ما زالت صاحبة اعلى مبيعات على مر التاريخ بعد ويليام شكسبير، وفي جعبتها بشكل اساسي 66 رواية بوليسية، النمط الذي اشتهرت فيه.

تعيد مكتبة جرير طباعة اعمال الكاتبة الشهيرة اغاثا كريتسي (ملكة الغموض) في حجم مناسب ووزن خفيف يمكنك من متابعة القراءة في كل الاماكن.

الكاتبة التي ولدت نهاية القرن التاسع عشر وتوفيت قبل حوالي نصف قرن ما زالت صاحبة اعلى مبيعات على مر التاريخ بعد ويليام شكسبير، وفي جعبتها بشكل اساسي 66 رواية بوليسية، النمط الذي اشتهرت فيه.


شاهد التقرير على قناة اليوتيوب .. اضغط هنا 


في روايتها الموت يأتي في النهاية، تقودنا في عالم التشويق الذي تتقنه الى سلسلة جرائم تقع ضمن عائلة تعيش في العام 2000 قبل الميلاد في مصر.

يجب ان نفهم ان تنوع الاماكن والازمنة التي اعتمدتها كريستي في اعمالها يستلزم جهدا كبيرا في الاحاطة بالبيئة العامة وتاريخ الارض التي تقع فيها الجرائم، اسماء الامكان والشخصيات والحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية..

كل هذا يحتاج الى تحضير كبير.. وساعدها في ذلك كونها زوجة عالم اثار كبير كان له حضور دائم في الشرق الاوسط.

لا تقتصر قراءة الرواية على المتعة، لا شك بان القارئ سيتحصل على بعض الفائدة من ادراكه للبيئة العامة في مصر القديمة، الحياة السياسية والسعي لتوحيد مصر المقسمة بين الشمال والجنوب، اهمية عالم الموتى في ذاك الوقت والاهتمام الذي يحظى به العالم الاخر لدى الاحياء، معتقدات من كان يعيش في تلك الفترة والعلاقة بين العالمين.. كل هذا سيتسرب اليك من بين الاحداث المتلاحقة المشوقة..

والرواية تعرض حياة شخص ثري ومتنفذ يعمل في معبد مخصص لخدمة ارواح الموتى، يأتي بزوجة اب الى منزله الفسيح الذي يعيش فيه ابنائه وزوجاتهم واحفاده..

تبدأ سلسلة جرائم تحصل في المنزل بما يشبه اللعنة التي تحير اهل البيت بين ما يعتقد بانها لعنة اتت من عالم الاموات تجسدت في حوادث مأساوية وبين من لديه شكوك من انها من فعل فاعل..

تنجح مرة اخرى الكاتبة في اثارة الشك حول العديد من الشخصيات التي نرى بانها ما تلبث ان تصبح نفسها ضحية للاحداث، لتكشف لنا في النهاية السر الذي لم يكن يخطر في بال القارئ..

هو ذات الاسلوب المشوق ولكن تلعبه ببراعة شديدة.

مثل هذه الروايات هي لمن يبحث عن التشويق والمتعة يقدم باسلوب متماسك محترف، يمكن ان نقرأها في ايام العطل واوقات الفراغ، ولكن لا تجربوا قراءتها قبل النوم لانها تزود الجسم بكثير من الادرنالين وتبقي الاعين مفتوحة تنهب الصفحات باحثة عن النهاية..

كما لا يخطر ببالكم كما يفعل البعض ويقرأ الصفحات الاخيرة بدافع الفضول.. لانكم ستجهزون على اكثر ما يميز هذا النوع من الروايات وهو التشويق والمتعة.

نضال معلوف


المواضيع الأكثر قراءة

SHARE

close